=============== تم تحميل هذه القصه من موقع دنيا الألماس http://www.s12345.wapka.mobi/ =============== التــقط جـون نفــس عميــق ثم قال وهـو يأشر بيده جهـة البحـر : جـون : ولأن المنطقـة الموجوده تحت البحر مناطق صخرية تجمـع النفـط فيها في كهوف أو تجاويف أو غـرف صخريـة كثيره ومنتشـره بشكل مبعثر في مناطق متناثـرة وفي أغوار عميقة من الأرض .. وهذا معناه حاجتنـا لحـفـر عشرات الآبـار في هذي المنطقـة لأن كل تجويف أو غرفـه صخرية محتاجه لبئـر كامل .. وهذا عكس الآبار المثالية أو مصايد النفط اللي يتجمع فيها البترول في مكان واحد . التــفت جون جهـة إحدى الشاشات الضخمة وضغط على زر التحكم من بعد اللي بيـده فانعرض مباشرة على الشاشة شكـل افتراضي أو صورة تخيليه للارض تحتهم .. وكان واضح فيها الكهوف والتجاويف الصخرية الكثيره اللي يتجمع فيها النفط والآبار الكثيرة اللي لازم تحفر للوصول للنفط وكان الشكل بهذي الصورة : التفت جون صوبهم مره ثانيه وقال : جـون : مثل ما شفتـم .. العملية هذي صعبة جدا وخسايرها كبيرة.. واللي يزيد من صعوبة العملية أن الضغـط داخل الكهوف الصخرية شبه معدوم بسبب ندرة كميات الغاز فيها .. ولا يمكن للنفط انه يصعـد لمنصة الحفـر الا بعـد ضـخ كميات ضخمة من ماي البحر المالح بداخل البئر ، وهذا معناه ان تكلفة استخراج النفـط غاليه جدا جدا . سادت فترة صمت قصيرة لمعت اثناءها عيونه وتابـع كلامه بزهو وفخر : جـون : لكـن علمائنـا الأذكياء فكـروا بعدة حلول لهذي المشكلة . سأله عادل بفضول : عادل : مثل شو يعني ؟ ابتسم وهـو يرد على سؤاله بسؤال ثاني : جـون : افترض ان عندك بيت قديم جدا ومتهالك وآيـل للسقوط موجود تحت الأرض .. وها البيت فيه عشرات الغرف الصغيرة المغلقـة .. وكـل غرفـة في البيت مليانــه بترول .. فإذا بغيـت تشفـط وتسحب كل البترول من البيــت شـو بتسوي ؟ جاوبه بكل بساطـه : عادل : بمـد انبوب لكـل غرفـه واشفط من خلاله البترول من كل الغرفـة . ارتسمـت على وجهه ابتسامـة غامضة وهو يقول : جـون : حـل منطقي .. لكنه بيكلفك وايد .. لأنك محتاج لأنابيـب كثيرة .. وراح تحـفر وتمـد الأنابيب في جـدار كـل غرفــه .. وها العملية بتكون شاقه ومكلفـه وايد عليك ..لكن هناك حـل أسهل وأفضل بيكون أوفر لك وبيغنيـك عن كل هذي التكاليف العالية .. فشو تتوقع هذا الحـل ؟! دخـل في نوبـة تفكير قصيرة ثم قال : عادل : الحـل اني أهـدم جدران البيت القديم كلــها دفعة وحـده وأمـد أنبـوب واحــد بس للأرض واطلع البترول منه بكـل سهولــة . رمقـه بنظره باسمـه وقال : جـون : عليك نور .. هذا بالضبط اللي فكـر فيها علمائنا .. محـو الطبقة الصخريـة كلها وازالتها من الوجود نهائيا علشـان يبقــى النفـط كلـه متجمـع في مكان واحـد .. وساعتها بنمـد بكل بساطـة أنبوب واحد بس وانطلع النفط بكل راحه وبدون خساير كبيره . التفت جـون صوب الشاشـه الخلفيه وضغـط على زر صغير وقال : جـون : شوفوا هذا الشكل الافتراضي على الشاشة .. هـذي صورة افتراضيـة للأرض تحتنـا بعـد إزالة الطبقات الصخرية منها .. شوفوا كيف بيتجمع البترول في مكان واحـد .. شوفـوا .. تلفـت عادل حواليه في ذهول وحيره وقال : عادل : انته اكيد مخـرف !.. الكلام اللي تقوله غير معقول أبدا !.. كيف بتمحي وتزيـل طبقات صخرية ضخمه عرضها عشرات أو مئات الكيلومترات من الوجود ؟! هذا هـو المستحيل بعينـه ؟!.. وبعدين كيف بتسمح لكـم حكـومات الدول المجاورة أصلا بهذا الفعل المدمـر ؟! تحـرك خطوه أمـامه وقال ببروده المعهود : جـون : في البدايـة .. بجاوبك على سؤالك الأخير .. الحكومات .. الحكومات لا يمكن طبعـا توافق على ها الفعـل لسبب بسيط .. لأن الطبقة الصخرية اللي ناويـن نمحيهـا هي طبقـه حساسـة تربط ما بين اللوح العربي اللي عليه الامارات ودول الخليج واللوح الأوراسي الموجوده عليه ايران .. وها الطبقه الصخريه العميقـة هي اللي تحافظ على استقـرار المنطقة زلزاليا .. واذا دمرناها .. راح يحـدث خلل وصدع كبير في هذي المنطقة وتتعرض دول المنطقة لزلازل مدمرة . تبادل عادل مع علي نظرات قلقـه قبل لا يقول الاخير : علي : دام انكم تدرون ان الحكومات لا يمكن توافـق على هذا أبدا .. ليش تتعبون أنفسكم بالبحث عن حـلول . ابتسم بخبث وقال : جون : ومن قـال ان الحكومات بتدري عنـا.. الطبقة بيتم إزالتها بكل سريــة .. بدون علم أي حـد .. لأن المشروع هذا مشروع سـري للغايـة ما يعلم فيه الا المخططين لـه بس ! تسربت موجه من الذعر والحيرة في كيان عادل وصاح : عادل : مشروع سري ؟! .. مستحيل .. كيف بدمرون طبقه هائله من الصخور الأرضية بدون ما تحس الحكومات فيكم ؟! هـز راسه وهو يجاوب : جون : في البداية .. فكر علماءنا بإطلاق صورايخ نووية تكتيكية خارقه للأعماق من غواصه نووية غايصـه في أعماق الخليج بحيـث يخترق الصاروخ النووي طبقات الارض لغاية ما يوصل لأعماق سحيقة من القشرة الارضيه ويولد حرارة رهيبه كافيه لصهر وإذابـه وتسييل الصخور . صمـت للحظات ثـم تابـع : جـون : الحل هذا فيـه خطورة ومجازفـة كبيرة لأن الحكومات يمكن تكتشف هذا الفعـل من خلال التلوث الاشعاعي اللي ممكن يتسرب للسطح وبعدين صـوت انفجار الصاروخ النووي عالي جـدا وممكن ينسمـع بسهوله في المناطق القريبة منـه وينعرف هويتــه ، وحتى شركـة البترول نفسها .. ما راح توافق على حفر بئر بترول في منطقـة ملوثـه إشعاعيــا .. سادت لحظـة صمت طويله قطعها جون لما هتـف بكل غرور : جـون : ولهذا السبب بالذات استدعتني شركة البترول شخصيا من مؤسسة التصنيع العسكـري لأني عالم طاقة عبقـري عندي القدرة على تطوير سلاح نظيــف وفعال وبنفس الوقـت ما يتسبب في أصوات عاليـة .. وبالتالي راح يفسـر الحادث بأنـه كارثـة طبيعية .. وهذا السلاح هـو .. ارتفعت حواجبه بشده قبل لا يقول وهو يعض على حروف كلماتـه : جـون : السلاح هـو .. السلاح الصامــت ! تبادل الشابين نظرات دهشـة عارمـة ، وهم يتساءلون بينهم وبين انفسهم عن طبيعة هذا السلاح الصامت اللي يتفاخـر فيه جون .. واللي واضح من حماسه الشديد انـه سلاح رهيــب .. رهيب بحــق ... ****************** ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * العوالق البحرية ( البلانكتون ) : العوالق هي كائنات حية دقيقة معلقـة في طبقة الماء القريبة من السطح وهي من الكثرة بحيث إنها تجعل الماء أشبه بحساء تتغـذى به الحيوانات الأكبر من أسماك وسواها ، والعوالق البحرية هي التي كونت معظم النفط الذي في البحار بعد تحللها على مدى ملايين السنين. ** بحـر تيثـس القديم : امـتد هذا البحر في العصر الجيولوجي الثاني من اندونيسيا شرقا ولغاية اسبانيا غربا ، وكان يغطي معظم الأجزاء الشرقية والشمالية من دول الخليج والشام وشمال أفريقيا . والصورة التاليـة توضح الأجزاء التي كان يغطيها هذا البحر من يابسـة الوطن العربي : ( سلاح جبار يقدر يصهر ويذوب كل ها الطبقات الصخرية وبنفس الوقت سلاح صامــت مالـه صوت ! ) نطـق عادل بها الكلمات بكل دهشـة وحيـرة ، وما طال انتظاره قبل لا يتكلم جـون ويقول بثقـة : جـون : هذا الســلاح موجود فعلا عند بعض الدول .. ويعتـبر من أسلحة المستقبل ويتم تطويره بشكل سـري .. هذا السلاح .. يسمى السلاح الصامــت .. سلاح أشعــة الميكروويــف * عقـد علي حواجبه وهو يتساءل باستنكار : علي : المكروويف !.. على حد علمي .. فرن الميكروويف يسخـن فيه الأكـل والخبـز ! التفت عادل جهة علي وأضاف على كلامـه : عادل : أشعـة الميكروويف سلاح حديـث وموجود فعلا عند بعض الدول لكنه سري جدا .. وتم استخدامـه في بعض الحروب .. وأشعة الميكروويف الفائقة الطاقـة لها القدرة على إختراق المعادن والكونكريت والأجسام البشرية لمسافة طويلـة من مركز إنبعاثها و تقـدر أدمـر أجهزة الاتصالات والأجهزة الالكترونية .. وهناك قنابل ميكروويف شديدة التدميـر يسمونها ( أم القنابل ) ممكن تتسبب في تذويب البشر وصهـر الآلات . ( حقائـق فعلية ) صمت ثواني ثم تابع وعلى وجهه علامات الحيرة : عادل : لكن الطاقة الجبارة لهذا السلاح واللي يتكلم عنها السيد جون طاقة خياليه ما أتصورها أبدا . اتسعت ابتسامـته وهـو يوجـه بصره لعيون عادل ويقول : جـون : وبسبب حاجة المشروع لطاقة خياليـة طلبت مني شركة البترول تطوير هذا السلاح ووفـرت لي ميزانيه فلكيـة علشان أوصل بقدرة السلاح للطاقـة المطلوبة.. وفعلا .. بديت في المشروع وصرفت مئات الملايين وظليـت لأكثر من عشر سنوات كاملة وانـا أشتغل فيه وأسابق الزمن وأواصـل الليل مع النهار ليما قدرت أصمم وأصنـع هذي الآلـة العجيبــة . التفـت جهـة الآلـة الضخمة الموجود بنص القاعة وقال بكل غرور : جـون : الآلـة هذي هي الآلـة الوحيــدة الموجودة في العالم كلـه واللي اختزنـت فيها كل عبقريتي وخبرتي في علوم الطاقة .. ولعلمكم .. تصاميم هذي الآلـة الأسطورة غير موجودة إلا في عقلــي بس .. وهذا كان شرطي الأساسي معاهم من البدايــة علشان أحفظ كل حقوقي وتظل هذي الآلـة مرتبطه باسمي للأبـد . صمـت لحظات قبل لا يتابع بكل حماس : جـون : تستطيـع آلتــي توليـد طاقـة جبارة من أشعة الميكروويف تعادل طاقتها أكثر من ثلاث مليارات وات ! .. ونقدر نوجه هذي الأشعـة لأي هدف نحـدده و بكل دقــة.. ومن خلال الطاقة الهائلـة للأشعـة نقدر نرفع درجة الحرارة في الهدف الموجـه لـه لأكثر من عشـرة آلاف درجة مئويـة بثواني قليله .. وها الحرارة الرهيبة بإمكانها صهر وتذويب أي مادة . ارتفعت حواجبـه في دهشة وقال : عادل : معقولة ! فيه آلـه في العالم تقدر تولـد كل ها الطاقــة ؟! هـز راسه بنشوه وغرور وقال وهـو يأشـر بيده اليمنـى باتجاه الآلـة الضخمـة المتصـلة بأربع مولدات كهربائيـة أضخم : جون : الآلــة موجودة أمـامـك فعلا .. الآلـة اللي وضعـت فيها كل عبقريتي الفذة واتحـدى أي إنســان في العالم يصنع مثلهـا . نظـر لـه علي باستياء شديد وقال وهـو يأشر على الآلة : علي : وانتـه ناوي تستخدم آلتـك الصامتـة هذي عشان تمحي طبقات الصخر بدون ما يحس الناس ولا تحس الحكومات فيك ، ويصيـر الأمـر كأنـه حادث أو كارثـة طبيعية . هـز راسه بايجاب وقال : جـون : بالضبـط .. وهذا اللي بيصيـر بعد شويه.. أنا بديــت بتجربـة سلاح الميكروويف قبل نص ساعة تقريبا .. لكـن .. قاطعـه وهو يهتف بذعـر واضح : عادل :جربتـه قبل شويه !.. لا تقول ان الآلــة هذي هي السبب في الهزه اللي صارت هنيه ووصـل أثرهـا وتوابعها للامارات الشمالية .! التفت لـه جون وقال بثقه : جـون : طبعـا . تابع كلامه بانفعال متزايد : عادل : يعني الحوادث الغريبة اللي شفتها من شويه لما غـصت في البحر مثل الصوت الخافت والوهج الخفيف ولسعة الحرارة ، كانت بسبب هذي الآلــة . هـز راسه وهـو يوضح : جـون : لـمـا أنشغـل الآلــة يصـدر عنهـا صوت خافت جدا يشبه صوت همهمة الخنزير وتزيـد قـوة الصوت نسبيـا لما ينتقـل في الماء ونحن نسمي هذا الصوت الخافت مجازا .. أنين الصمت .. لأنـه أشبه بأنيـن مكتوم يصدر من سلاح صامـت ( صوت حقيقي يصدر فعلا من أجهزة بـث أشعة الميكروويف الفائقـة القدرة ) التقط نفس قصير ثم تابع : جـون : اما الوهج الأحمر .. فكان سببه خطـأ بسيـط في التجربة الأولى.. لأن جزء بسيط جدا من الأشعـة المركزة الموجهة لباطن الأرض انحـرف عن مساره وتركـزت على تربة البحر فحولتها لمدة ثواني لما يشبــه الجمـر المتوهج .. أمـا لسعـة الحرارة فكانت بسبب ارتفاع حرارة التربة . عقـد حواجبه بشده وقال : عادل : الحين بس أقـدر استنتج انته ليش قبضت علينا وناوي تقتلنا .. انته لما شفتني آخـذ معاي عينـة من تربـة البحر اللي أسودت واحمرت بسبب خطأك في التجربة الأولى .. خـفت نكتشـف أمـرك اذا قدرنا انحلل هذي التربة ونكــتشف سـر تحولها . لـوح بيده اليمنى وهو يقول ببرود : جـون : احتمال كشفكم لسبب تغير لون التربة احتمال ضعيف جدا وما يتعدى الواحـد في الميه بنظري .. لكني دايمـا احسب حساب كل الاحتمالات مهمن كانت تافهــه .. والتخلص منكـم كان يقضي على أي احتمال للخطر مهن بدا صغير . صمـت لحظات ثم تابـع بشيء من الأسـف : جـون : تجربة الآلـة في المرة الأولى ما كانت ناجحة تمامـا .. لأن توجيـه الأشعـة ما كانت بالدقـة المطلوبة .. فبدل من توجيـه وتركيز كل الأشعة على طبقات الأرض الباطنية تبعثـر وتناثـر جزء منها على سطح قاع البحر وهذا اللي خلاك تشعر فيها.. لكن مب مشكلة ..الهدف من التجربة الأولى كان ضبط الآلــة و .. قاطعـه علي وهو يقول برعب : علي : مجرد تجربـة لضبط الآلــة ! .. أفهم من كلامـك انك لحـد الآن ما استخدمت السلاح بصورة كامـلة . ضحـك بصوت عالي وقال وهـو يأشر على الآلـة : جـون : لا طبعا .. التجربة الاولى مثل ما قلــت كانت لضبط المسافات والاحداثيات يعني مثل ما تقول كنا نسخـن الجهاز مثل ما تسخن انته سيارتك لما تكون باردة .. ولو لاحظـت القراءة الموجودة على أعلى الشاشـة الآلــة بتلاقي مكتوب عليها .. خمـسـه في الميــة ( 5% ) .. وهذا معناه إني جربــت خمسه في الميه فقط من قوة السلاح . تصاعد الخوف والقلق في نفوسهم قبل لا يقول علي والقلق يتقاطر من عينه : علي : وانته ناوي تستخدم طاقة الجهاز كامـلة ؟! ابتسم بخبث وقال وهـو يأشر على تابعينه روبيرت وماك : جـون : عيـل .. انـا ليش مكلف عمري وياينكم هنيــه ! .. ويمكــن لاحظتوا إن السفينة الكبيرة هذي ما فيها غير خمسه بس .. انا وروبيرت وماك ، وقبطان السفينه ومساعده الموجودين الحينه في غرفـة القيادة وهذا معناه إن المهمه في غايـة السرية ويجب أن تنفـذ وراح تنفذ فعلا بعـد ربـع ساعة بس . سـرت موجه عنيفه من الذعر في قلبه لما قال : عادل : بس استخدامك للسلاح بطاقته الكاملـة ممكن يسبب كارثه . هـز راسه ببرود وقال وهو يردد كلمة عادل الأخيرة : جـون : كارثـة .. وأي كارثـة .. احنا لما استخدمنا الجهاز بقوة خمسه في الميه بس صارت هزه قوية وصلت توابعها الى الإمارات بقوة أربع درجات تقريبا .. لكن لما بشغـل الجهاز بكامل طاقته يعني ميه في الميه راح تنصهر طبقات عظيمه من الصخور الباطنية وراح يتكون صدع كبير وانكسارات باطنيه هايلة .. وراح تتعرض الامارات الشمالية لهزة عنيفـه ممكن توصل لسبـع أو حتى ثمـان درجات بمقياس ريختر ، ويمكن تتكون من أثر الهزة والانكسارات أمواج بحرية عالية بإرتفاع عدة أمتار ممكـن تضرب المناطق الساحلية وتغرق جزء كبير منها . تبادل عادل مع علي نظرات قلق شديدة وقلوبهم تهتز بعنـف .. لأن استخدام جون لهذي الآلــة المدمـرة .. كارثــة .. كارثه بكل معنى الكلمــة .. ***********************************___________________________________________ أشعة المايكروويف :هي جزء من الأشعة الكهرومغناطيسية ولهذه الأشعة استخدامات عديدة منها طهي الطعام وهو ما يعرف بفرن المايكروويف كما تستخدم في الاتصالات ونقل المعلومات وأجهزة الاستشعار عن بعد وأجهزة الرادار ومن هنا فإن استخدامها في الطهي هو جزء بسيط من تطبيقاتها العملية العديدة واخطر استخدام لها هو استخدامها كسلاح حربي فتاك .استمرت لحظات الذهول والصمت فتره طويله قبل لا يقول عادل بكل استياء : عادل : استخدامك للسلاح بيسـبب كارثـة كبيرة .. آلاف من البشر بيموتـون في الإمارات الشماليـة . ابتسم وهو يجاوبه بكل برود : جـون : وشو المشكــلة .. عادي .. خلهم يموتون .. آلاف من البشر يموتون كل سنة في كوارث طبيعية .. ما بيصير شي لو جربتوا كارثه بشرية بها الحجم مره وحده بحياتكم . اشتد غضبه وصاح : عادل : يا سلام .. تتعمـد قتـل آلاف البشـر وتقول لي كارثه عاديـة .. أظن فيه فرق كبير بين كارثـة طبيعية لا دخل للانسان فيها وبين كارثة يتعمد صنعها .. مصلحة البشر مالها أي اعتبار عندكم . رد عليـه ببرود شديد : جـون : بالعكس .. فعلنـا هذا يصـب في مصلحة البشرية ! عقد حواجبه وهو يتساءل باستنكار شديد : عادل : مصلحـة البشريـة انك تقتلهم ! شـبك أصابعه برفـق وقال بهدوء : جـون : مثـل ما انتـوا عارفيـن العالم حاليا يعاني من ازمـة طاقة عالمية بسبب زيادة الطلب على النفط ولأن الاحتياطات العالمية مـن النفـط قاعدة تقـل وتتناقص بشكل مخيـف ، والدليل على صدق كلامي ارتفاع أسعار النفـط هذي الأيام واللي زاد فيه سعـر برميل النفط عن ستين دولار .. وانخفاض الطاقـة يهدد الاقتصاد العالمي بالتراجـع ، وهذا معناه ان دول كثيرة في العالم راح تعلن إفلاسها وينهار اقتصادها ويتفشـى فيها الفقـر وتنتشـر المجاعات في أنحاء كثيرة من العالم ، لكن لو استخرجنا الكميات الكبيرة من النفـط بهذي المنطقة راح تهبط اسعار البترول وينتعش الاقتصاد العالمي ويـقل الفقر في العالم . ارتفــع صوت علي وهو يقول : علي : كذاب وستين كذاب .. انتم تبـون النفـط عشان مصالحكم الخاصة بس .. عشان المليارات اللي راح تدخل جيوبكم من وراء استغلاله . ابتسم وهو يرد : جـون : ما أشوف أي تعارض بين مصلحتنا ومصلحة العالم .. مصلحتنا من مصلحة العالم .. يعني كلمـا حققنا أرباح أكثر استفاد العالم أكثر .. والسبب واضح جدا .. احنا اللي نحـرك ونديـر اقتصاد العالم .. احنا اللي نبني المصانع في كل أنحاء العالم ونوظف الناس فيها .. احنا اللي نساعد الدول المتخلفة بالمليارات ونعطيهم المنـح عشان يطورون اقتصادهم وصناعاتهم .. احنـا اللي نستثمر في كل دول العالم بفلوسنا ورؤوس اموالنا .. و .. قاطعه وهو يصرخ بغضب : علي : علشان ينمو العالم ويزدهـر اقتصاده .. لازم تقتلـون آلاف البشـر . هـز كتوفـه بهدوء وقال ببرود قاتل : جون : ما فيها شي لو مات آلاف من البشر اذا كان الثمـن استفادة الملايين والمليارات من البشر غيرهم . امتعض وجهه بشدة وهو يقول : علي : يعني المصحلة المادية صارت أهم من أرواح البشر عندكم !.. وين الإنسانيــة والأخوة وحرمـة دم الإنســان اللي يامـا ناديتـوا فيها . ارتفـع صوت عادل وهو يقول بانفعال : عادل : لا تتعب نفسك وياه .. هـذا وأمثـاله مستعدين يقتلون الملايين من البشر في سبيل تحقيق مصالحهم وبدون ما تهتز في أجسامهم شعره وحده . بانت الجدية على ملامح جون وهو يقول : جون : انتم تتكلمون وكأنـكم عايشيـن في كوكب ثاني !.. العالم كله اليوم قايـم على المصلحـة الماديـة .. مئات الحروب الدمويـة اشتعلت بسبب المصلحة .. كل شي في العالم صار لـه ثمــن .. الانسان ممكن يغير مبادئـه ميه وثمانين درجة اذا كان ها التغيير يخدم مصلحتـه .. وحتى الرياضة اللي قالوا عنها حمامة السلام بين الشعوب صارت تجارة دوليـة ما تقدر أتابعها إلا بثمـن .. هذي سمـة العصر.. المال كل شي .. والغاية هي مبرر الوسيلة . حرك شفايفه بكل عصبية وقال : علي : الف والف لعنـة على عالم يعيـش ويتمتع ويحقق مصالحة على حـساب دم وأرواح سكانــة .. الموت أرحم بكثير من الحياة في هذا العالم القبيـح . ابتسم وهو يقول بكل استهزاء : جون : لا تخاف .. بعد شويـه بريحـك نهائيـا من هذا العالم القبيح .. بخلي تابعي روبيرت يهديـك رصاصة صغيرة في راسك أتخلصك من هذا العالم وبلاويــه . حرك شفايفه وهو يتمتم : علي : الموت أرحـم من شوفــة شيفتك القذرة . تركزت عيـون عادل على الآلـة الضخمة وهـو يفكـر بعمـق في محاولة مستميتة منـه لإيجاد أي طريقة توقـف جنون العالم جون. وبعـد فترة تفكيـر قصيرة حاول انه يستفـز جون نفسيا لما قال : عادل : رغم كل اللي سمعته منـك عن إمكانيات آلـتك هذي .. انا لغايـة الحينه ما مقتنع أبدا بقدراتها الغريبــة . بدت العصبيــة تزداد عنده وقال : جون : شـو قصدك .. انته بعدك متشكك بقدرات آلتي . رسم على وجهه ابتسامه مصطنعه وقال : عادل : بصراحة .. كلامـك مبالـغ فيه جـدا .. و ما اعتقد انـك عبقري لدرجة اختراع آلـه مثل هذي . زاد انفعالـه وقال وهو يتحرك باتجـاه الآلــة : جـون : بعد كل اللي سمعتـه مني .. بعدك غير مؤمن بذكائي وعبقريتي . طالعه من طرف عينه وقال بلهجة تشكيك واضحـه : عادل : أكيد مـب مؤمن فيها .. لأن الكلام اللي تقوله خرافي .. ولا في الخيال العلمي . اشتد انفعالـه وهو يقول : جـون : لا .. مب خيال علمي .. والدليل على قوة الآلـة إني استخدمت السلاح فعلا قبل 11 شهر وحقـق نتائج مدهشـة . سادت لحظة صمت قصيرة قبل لا يفتح عادل عينه ويتساءل بدهشة : عادل : قبل 11 شهر ؟!! .. انته تقصـد الـ .. قاطعه بحماس شديد وقال : جـون : قبل 11 شهر عملنـا نفس التجربة في منطقة تتشابه ظروفها مع هذا المكان .. وهذي المنطقة موجودة بالقرب من خـط الزلزال القريب من دول شرق آسيا .. وأول ما صهرنا وذوبنـا الطبقات الصخرية الرسوبية الضخمة حدثـت شقوق وتصدعات كبيرة جدا في قـاع المحيط الهندي ، وبسبب هذي الشقـوق والتصدعات الضخمة هـوت وخـرت كميات كبيرة من مياه المحيط بشكل فجائي وسريع جدا لسـد ها الحفـر العميقـة قبل لا تصدم مياه البحر الهابـطة بأغوار الصدع العميقة وترجـع مره ثانيه للسطح بسرعة هايلة زادت سرعتها عن 700 كيلو متر في الساعة وكونت أمواج مـد بحري عاليه سموها بذاك الوقـت ( تسونامي ) ، والتصدع الكبير اللي سببته أشعـة الآلة تسبب بعـد في زلزال قوي جدا وصلت قوته لتسع درجات على مقياس ريختر ضرب بعض دول شرق آسيا . صمـت للحظات ثم تابع بكل غرور : جون : وبعدمـا صارت الكارثة .. ما شكت أبدا الدول المتضررة بالكارثـة ان الزلزال والتصدع الهائل اللي صار كان حادث غير طبيعي ماعدا بعض الناس اللي تكلموا عن العامل البشري .. بس محـد صدقهم أبدا . شبك يده وقال بكل تحدي واصرار : جون : ونفس اللي علمنــاه هناك بنعمـله الحينـه .. راح نستخدم السلاح الصامت اللي بيفجـر زلزال قوي في هذي المنطقة ويمكن يتسبب بأمواج عاليه مدمرة .. وراح تفسـر الكارثة على انها حادث طبيعي.. وبعد مرور سنه أو أكثر .. وبعـد ما تنسى الناس الكارثة .. راح نعلـن عن اكتشاف نفطي كبير بهذا المكان وبيكون لشركتنا الحق في التنقيب عن النفط ومشاركة الدول في الأرباح الفلكية منه . تمتم علي في غضب وهو يقول : علي : ما شفت ناس أحقـر منكم . واصل عادل تشكيكه الشديد لكلام جون لما قال وهو يأشر على الآلـة : عادل : مستحيل أصدق أن الآلـة هذي هي السبب في الكارثة اللي صارت .. انته أكيد تهذي أو عايش في دنيا الأحلام .. معقوله في إنسان في العالم بإمكــانه اختراع شي مثل هذا . زادت حـدة انفعاله وقــال : جـون : مشكلتكم الأساسيـة أنكم ناس عاطفين .. وما عندكم القـدرة على إدراك القوة الرهيبة للعقـل البشري... العاطفة ضعف ... والعقـل هو مقياس القوة الوحيد ... وبسبب إيمانـا العميق بقوة العقـل وضعف العاطفـة قدرنا نتطور ونوصل لأعلى مستويات الحضارة والتقدم .. وانتم .. بتظلـون في مكانكم وعمركم ما راح تتطورون طول ما العاطفـة ساكنـه في قلوبكم وتتحكم في تصرفاتكم وتفكيركم . صمت لحظات قبل لا يقول بنبرة تحـدي شديدة : جـون : بعد عشر دقايـق بس بخليك تشوف بأم عينك صورة حيـة لقدرات عقلي النادرة . رفع جون جهاز التحكم مـن بعد اللي حاملنـه بيده وضغط على زر من أزراره فظهرت على الشاشات الكبيرة المنتشرة في القاعـة الكبيرة صور مباشرة من الأقمار الصناعيـة لمدينـة دبي والشارقـة والعمارات والأبراج المنتشرة فيها وصور للجزر الصناعيـة والمشاريع البحرية العملاقـة المنتشرة على سواحـل مدينـة دبي ثـم قال بكل حماس وتحدي : جـون : بعـد دقايـق بس .. بخليكم تشوفون بعيونكم ها الأبراج العاليـة وهي تتساقـط وتنهــار ... والأمواج العاليـة وهـي تغـرق وتبلع ها الجزر الصناعية اللي تتباهـون فيها أمـام العالم ... علشان تخبـرون الأمـوات قبل الأحيـاء عن ذكاء وعبقريـة جون اللي مالهـا مثيــل أبـدا في العالــم كلــه . لحظـة ما انتهى من كلامـه اقترب بسرعـة من الآلـة الضخمة وبدا يضغط على بعض أزرارهـا الكثيرة العـدد ويغذي كمبيوترها ببعض البيانات اللي تضبط مسارات انطلاق الأشعـة ونقـاط تركزها على المناطق الصخرية في أعماق أرضيـة البحر و بشكل دقيـق جدا بعدما استفاد من أخطاء التجربـة السابقة. في هذا الوقت .. كان عادل واقـف بجانب صديـقه علي تماما ، وجـون واقف عنـد الآلـة اللي تبعد عنهم أكثر من عشـر أمتـار ، والتابـع الأول ( ماك ) واقـف بالقرب مـن جون ، أمـا ماسك السلاح ( روبيرت ) فكان يبعـد عنهم بأكثر من سبعـة أمتـار . استهلك عادل كل طاقاتـه الفكرية في محاولـة مستميتة منه لإيجاد أي فكرة عقلانية أو أي مخرج مناسب يفشـل فيه مخطط جون الجنوني ، وفي نفس الوقت كان يردد بداخل نفســه بعض الأدعيـة عسى ان يلهمـه الله أي فكـرة مناسبـة تساعده وتفرج كربـه . وفي غمرة تفكيره العميق شعـر عادل بكتـف علي تلامـس كتفــه وهـو يقول بصوت خافت جدا وباللهجة الإماراتية : علي : عادل .. احنا لازم نتصرف بسرعة قبل لا ينفـذ ها المجنون اللي براسـه ويدمـر بلدنا . همس لـه بصوت خفيف وبدون ما يلتفـت : عادل : وشو تبانـا انسـوي يعني .. الريال اللي ماسك السلاح يقدر ببساطه وبثواني يقطعنـا أنا وانتـه .. يعني ما نقدر نمنع جـون من تنفيذ اللي براسه .. وانا لما تعمـدت استفزاز جون كنت أحاول تشتيت انتباه وتركيز ماسك السلاح عـنا ولو ثواني .. بس للأسـف .. الظاهر ان روبيرت هذا مقاتل محترف لأن عيونه ما غابت عنا أبـدا .. واللي مصعـب علينا الأمـر أكثر انه روبيرت بعيد عنا بأكثر من سبعة أمتار .. وبهذا بتكون فكرة الهجوم عليه صعبه وايد . بـلغ انفعالـه مداه وهو يقول بحزم : علي : ليش ما نهجم عليه نحن الاثنين بوقت واحـد .. يمكـن يتفاجـىء بهجومنـا السريــع عليـه وما يلحـق يطلق الرصاص علينا و .. قبل لا يكمـل كلامـه التفت جون صوبهم ونغـزهم بنظرة ساخرة وكأنـه سمع وفهم اللي دار بينهم ثـم التفت صوب تابعه روبيرت وقال بلهجة آمرة : جـون : اسمعني .. راقـب ها الشابين زيـن .. ولـو تقـدم أي واحـد منهم خطـوة وحـده بس أطلـق وفـرغ كل الرصاص اللي برشاشك عليهم على طـول .. مفهوم . هـز راسه بتفهم وزاد من شدة تركيزه عليهم بينما استدار روبرت مره ثانيه صوب جهازه وبدا يضع عليه اللمسات الأخيرة قبل استخدامـه . ولحظتها .. سـرت موجـة عنيفة من اليأس والإحباط في نفس الشابين لفشـل فكرتهم في تحقيـق ولو مفاجأة بسيطة توقـف وتمنع جون من تنفيذ مخططـه الرهيـب .. وما ظل أمامهـم إلا انتظار الموت فقط .. الموت وحـده .. ***************** ***************** مـرت لحظات عصبيـة أنشغـل جـون أثناءهـا بوضع اللمسات الأخيرة وإدخـال التعليمات النهائيـة لتحرير وإطلاق أشعـة الآلــة . التصـق كتـف عادل بكتـف علي وقال الأخـير بكل إصرار : علي : اسمعني ..لازم أنـفـذ الفكرة اللي خبرتك عنها قبـل شويه . رد عليه بدهشـة : عادل : انتـه ما سمعت كلام جون لروبيرت ... الحينـه روبيرت مستعد لنا أكثر من قبل ... و أي خطوة يخطيهـا أي واحـد منـا معناها موتنـا على طول ... يعني هجومنـا عليه بيكون هجوم انتحاري بدون أدنى فايــدة . قال وهـو يعض على حروف كلماتـه : علي : أعتقـد ان موتنـا أثناء هجومنـا عليه أحسن بوايـد من الوقفــة هنيه والتفـرج على جـون وهـو يدمـر بلدنـا ... وبكـل الأحوال احنـا ميتيـن لأن جون ما بيخلينـا حييـن أبدا ... ونموت ونحـن نحاول إنقـاذ بلدنا أحسن ما نموت واحنا واقفين ننتظر الموت في مكانا بأي لحظـه .. إلا إذا كنت تخـاف من الموت وتنتـظـره يوصلك. انفعل وهو يرد عليه بكل صـدق : عادل : مـن قالك إني بتردد لحظـة وحـده بالتضحيـة بروحي في سبيل بلادي . سأله بدهشة : علي : عيل ليش أحسـك متردد ؟! جاوبه بصدق : عادل : أنا ما متردد ... أنا قاعـد أفكـر بحـل أفضـل .. يعني لو قـدر الله لنا الموت فعلى الأقل نموت بعدما ننقـذ بلدنـا وها الشي يتطلب منا اختيار أفضل الحلول . سأله بلهفـة : علي : وقدرت تتوصل لحـل أفضل ؟ نكـس رأسـه بمرارة وقال : عادل : للأسـف .. ما عنـدي أي حـل . رفـع صوت همسه شوي وقال بحزم : علي : عيل .. لا تضيع وقـت أكثر .. لازم نهجم بسرعة . صمــت لحظات قبـل لا تخطر في باله فكره ويتابع : علي : عادل .. اسمعني زيـن .. عندي فكـرة أحسـن .. أنــا ببـدأ بهجوم سريع على روبيرت وانتـه خلـك وراي واهجـم عليه بعـدي .. وبهذي الطريقـة .. انا بتلقى وبستقبـل كل رصاصات الرشاش بصدري وبحاول أوصل لروبيرت بأسرع وقـت وأسقطه واطيحـه على الأرض وانته بتوصل بعدي وبتاخـذ الرشاش منـه وبتسيطـر على السفينة .. واضح . فتـح عيونه بدهشة وقال : عادل : انته شو تقول !.. انته ناوي تتقـدمني وتستقبـل كل الرصاصات بصدرك! .. وحتى لو وافقتـك على هذي الفكـرة .. السلاح اللي عند روبيرت سلاح رشاش يعني ممكن الرصاصات تخترق صدرك وتوصلني وبجذيه راح تفشـل الفكـرة . تنهـد لثواني ثم قال وهو يوضح له الفكرة أكثـر : عادل : أول ما أنطـلق جهـة روبيرت حاول انـك تخفض وتنزل من جسمك وراسك لمستوى بطنـك وحاول انـك تتجنـب الرصاصات وتناور بعيد عنها .. ومن الطبيعي انـه بيطلـق كل الرصاصات جهـة صدري لأني منطلق بسرعـة صوبه .. و مع سرعتي الكبيرة بحاول أوصلـه قبل لا يوجه سلاحـه صوبك . صمت ثواني قبل لا تشتعل عيونه ويتـابع كلامه بكل إصرار : علـي : أطمــن ... مستحيل أوقـف قبل لا أوصل لروبيرت حتى لو قطعــت الرصاصات كل ذرة في جسمي . بدا التأثر الشديد على وجـه عادل وهو يقول : عادل : وليش ما أتقـدمـك أنـا وتـكون انته وراي ؟ جاوبه بحـزم : علي : عادل .. مـب وقـت العواطف الحينـه .. المنطق والعقـل يقول إني لازم أتقدمـك لأن جسمي مليان وأعرض بوايـد من جسمـك وانته أضعـف عني .. يعني أقــدر أستقبل الرصاصات في جسمي أكثر منـك .. يا عادل .. فكر بمصلحـة بلادك بعقـل وخل عنك العواطف الحينه . قـاوم بشدة هجمات دموعـه وقال بصوت مرتجف : عادل : خلاص .. اللي تشوفــه . سادت لحظة صمت قصيرة بـان فيهـا التأثـر الشديد على وجـه علـي واللي قـال : علي : عادل .. بطلب منـك شي واحـد قبل لا أفارقـك وأفارق الدنيا . سألـه والدمـعة محبوسة بعينه : عادل : آمـر . جاوبه بصوت حـزين والصـدق يتقاطر منـه : علي : أبغيــك .. إن الله نجـاك ورديـت البلاد .. أبغيـك تاخـذ حبـات من رمـل البـلاد وتحضنهــا وتخبرهـا بلسانـي أشكثـر كنــت أحبهــا .. وقولهـا ان عمـري كلـه ثميـن رخيص لهـا وما يوفــي ولـو جـزء صغير من جمايلهــا .. واطلب منها تسامحني إذا بيوم قصـر قلبي بمحبتهـا. نكـس براسه وهو يهمس بصوت مشبع بالمرارة : عادل : حاضر . تركزت عيونـه على روبيرت وقال : علي : يا الله .. ماشي وقـت .. جون تقريبا انتهى من ضبـط آلتــه .. اسمـع .. أنـا بعــد ليـن ثلاثـة .. ولحظـة ما تسمـع العد الثالث خفض جسمك بسرعة واركض وراي على طول .. زين . قال بصوت خافت : عادل : توكلنا على الله . تركزت عيون عادل على وجه صديقه وهو يلقي عليه النظرة الأخيـرة وقلبـه ينزف من الألــم .. لأن الموت كان قريـب من صديق عمره و حياته .. قريـب جـدا .. ************************************ ************************************في اللحظـة اللي انتهـى فيها جـون من إعـداد الآلـة وضبـطها تحرك باتجـاه الزر الرئيسي الخاص بإطلاق حزمـة الأشعة الميكروويفيـة باتجاه الأهداف المرصودة . وبنفس الوقـت انتظـر عادل إشارة بـدء العـد وتنفيـذ فكرة علي اللي تتضمـن اندفـاع سريع لعلي بكـل قوتـه باتجاه جون واستقباله لأكبر عـدد من الرصاصات في جسمـه والإصطدام بجسم جون واسقاطـه على الأرض ، بينما مهمة عادل هي الاندفـاع خلفـه وهـو مخفـض ومنزل راسـه وجسمـه منحي علشان يبتعد عن الرصاصات لغايـة ما يوصل لجون وياخذ منـه السلاح الرشاش . تحـفزت عضلات عادل وعلي لمـا بـدأ الأخـير عـده التصاعدي بقوله : علي : واحــد .. تركزت عيونهم على روبيرت قبل لا يتابع علي العـد : عـلي : اثنيــن .. بـلغ استعدادهم حـده الأقصـى وفتـح علي فمـه فعلا لينطـق بالعـد الثالـث ويبدأ بالاندفاع الشديد باتجاه روبيرت . لكـن .. وقبـل لا ينطق بالعـد الثالث شعـر بيـد عادل تمسـك يـده بشـدة وهـو يقول بسرعة : عادل : اصبــر . أتجمـد في مكانه وقال بكل دهشة : علي : شو فيـك .. ليش ما خليتني أكمــل ؟! صمـت عادل وهـو يطالـع الشاشـة الكبيرة المتصلـة بالآلــة الضخمة ثم قال وبصره متعلـق على هذي الشاشـة : عادل : شوف الشاشــة هناك . التفـت علي جهـة الشاشــة اللي كانت تنقـل مجموعة من القراءات الخاصة بالجهاز مثل إحداثيات الأهداف وبيانات فحص الآلـة . وقبل لا ينطـق علي بأي كلمـة ... ضغـط جـون على زر إطلاق الأشعـة الرئيسي. غمض عيونـه في خوف شديد ثم فتحهـا مره ثانيه فشـاف جون وهو ينظـر لأسفـل الشاشــة وبحالـة عصبيه شديدة و يتلفت حواليه بانفعال كبير . التفـت علي لعــادل وقال : علي : شو صار . رد عليــه بصوت هادىء : عادل : انته ما شفت العبارة المكتوبة باللون الأحمـر أسفـل الشاشـة . التفت علي جهـة الشاشة وقرأ في أسفلهـا عبارة صغيره تقول : تحذير : مخزون الطاقـة غير كافي لإطلاق الحـد المطلوب من الأشعـة . أول ما انتهى من قراءة هذي الجمـلة ، سمع صوت جون وهو يصرخ بتابعـه ماك ويقول : جـون : مـاك .. انته عبيـت كـل خزانات البترول الخاصـة بمولدات الكهرباء الأربعــة اللي تغـذي الآلـة بالكهرباء . حـك راسـه في خوف وقال بصوت مرتجف : مـاك : انـا عبيــت خزان المولد رقـم واحـد ورقم اثنين بالكامـل لكني صراحة ما عبيـت المولد رقم ثلاثة وأربعــه . صاح فيه بعصبية : جون : وليش ما عبيتهم حضرتك ؟! جاوبه بصوت خافت : ماك : قبل شويه .. انته جربت الآلـة بنفسك .. وكانت تشتغل على مولديـن بس . تصاعد غضبه وهو يقول : جـون : يا غبي .. في التجربة الأولى .. انا استخدمت خمسه في المية بس من قوة الآلــة .. لكن الحينـه .. انا بستخـدم ميه في الميه من قوتها .. وهذا معناه ان المولدات الأربعة الكبيرة لازم تشتغل كلها و بكامل طاقتها عشان أتمـد وتغذي آلة توليد أشعة المايكروويف بالطاقة المطلوبة .. فهمت يا أبــله . هـز راسه بتفهم وقال بسرعة : ماك : نعم سيدي .. فهمت و .. قاطعه وهو يصيح فيه : جون : دام انـك فهمت .. شو تتريا .. سير عبي خزانات المولدات بالبترول . هـز راسه وهو يقول بسرعة : ماك : حاضر سيدي .. دقايـق بس واعبيلك الخزانات بالكامـل . ركـض ماك باتجـاه خزان البترول الرئيسي في السفينـة ، وسحــب منـه خرطوم طويـل يشبه الخرطوم اللي يستخدم في محطات البنزين ، ثم اتجـه مباشرة جهـة المولد الكهربائي الضخم الثالـث وفتـح بيده غطاء خزان البترول وأدخـل خرطوم البترول فيـه ، ثم ضغط على مفتاح الخرطوم اللي يسمح للبترول بالتدفق السريــع لخزان المولـد . التفت علي صوب زميله وقال بقلق : علي : عادل .. ليش وقفـت الهجوم ؟ .. كلها دقايـق بس وتتعبـأ خزانات المولدات كلها ويكمل جون تنفيـذ خطتـه .. خلنا نكمل تنفيـذ فكرتنا ونهجم على روبيرت . تجـاهل كلامـه قبل لا يسأله باهتمام شديد : عادل : علي .. وين تلفونـك ؟ استغرب من سؤاله وهو يجاوب : علي : على ما أظن .. التلفون بجيبي .. بس ليش ها السؤال ! رد على سؤالـه بسؤال : عادل : تعتقد ولا متأكد ؟ مـد يـده اليمنى وبدأ يتحسس جيـب بنطلونه ثم قال : علي : التلفـون في جيب بنطلوني الخلفي . الصـق عادل كتفه بكتف علي ومـد يـده بحـذر لجيـب علي الخلفي ، وطلع منـه التلفون بحركة خفيـه ثم دســه خلـف ظهره قبل لا يسمع علي وهو يسأله بكل دهشـة : علي : شو تبى بالتلفون الحينـه ؟! جاوبه بصوت هامس : عادل : بتصل لولـد خالتي عمـر رنــه وحــده و بسكـر . انفعل وهـو يقول باستنكار شديد : علي : شوه .. هذا وقــته الحينــه .؟! .. جون بيدمـر البلـد وانته قاعــد تلعب ! جاوبه بحزم : عادل : اسكـت واصبر .. الصبر زين . استخـدم عادل حاسـة اللمـس في الوصول لأرقـام التلفون الموجود خلــف ظهـره ، وبعدما انتهى من تحسس الأرقام والضغط عليها ، بدأ يتحسس ويتلمس زر الإرسـال ليما وصله فعلا .. وبعـد ضغطـه على زر الإرسال انتظر لمـدة خمس ثواني قبل لا يتحسس زر إيقاف الإرسال ويضغط عليه . في ها الوقت انتهـى ماك من تعبئـة خزان المولد الثالث وبدأ يعبي ويملأ خزان البترول الخاص بالمولـد الرابـع . مـرت دقائق صمت قصيرة أصبح الخزان الرابع فيها على وشك الامتلاء بشكل كامل ، بينما اشتعلت أعصاب عادل وهـو يتمتم بينه وبين نفسـه بتوتر شديد : عادل : يا الله يا عمـر .. اتصـل بسرعة . بعـدما نطـق كلمته الأخيرة مرت لحظات عصيبـة وقـف قلب عادل أثناءها في مكانـه وغمض عينـه وهو يدعـي بصوت هامس . وأول ما فتح عيونـه ارتفـع صوت رنين التلفون بدرجـة لفتـت انتباه وتركيز الأجانب الثلاثـة اللي التفـتوا مباشرة جهـة مصدر صوت . سحـب عادل التلفون بسرعة من وراء ظهـره ورفعـه للأعلى بيـده اليمنى عشان يشوفـه الجميـع ، والتلفون ما زال يرن بيده بنغمـة عاليــة . وكانت نغمة التلفون اللي يتردد صدى صوتها بقوه في المكان هي نغمـة عزف السلام الوطني لدولة الإمارات . ولحظـة ما تركزت عيون الكـل على عادل .. فاجأهم بابتسامـه عريضة على وجهه وهو ماسـك التلفون بيده اليمنى قبل لا يفاجأهم أكثر لمـا رمـى التلفون الرنان بسرعـة كبيرة جهـة ماسك خرطوم البترول ( ماك ) ويقول بصوت ساخـر : عادل : امــسك .. لـك مكالمــة من حبيبتــك ! طـار التلفون بالهواء وقطع الأمتار اللي تفصل بين عادل ومـاك بلمـح البصـر . وبـردة فعـل طبيعيه .. مـد ماك يـده ومـسـك التلفون اللي مازال يـرن بصوت عالي والشاشه تضوي بنور قوي . ورغـم ان جـون عالم طاقـة .. لكنـه ما انتبـه وقتها لهدف عادل من رفع التلفون ورميـه بسرعـة لماك ؟ لكن .. وفي الوقت اللي طار فيه التلفون بالهواء تذكر ان التلفون المحمول لمـا يـرن ويتلقـى إشارات الاتصال تنطلق منـه طاقـه تكفـي لتوليـد شـرارة الاشتعال إذا كان البترول مكشوف للهواء والتلفون قريب من خرطوم البترول.. واللي زاد من خوفـه ورعبـه أكثر ان البترول اللي يستخدم و يحتاجه هذا المولد الخاص هو من الخفيف والحساس و الفائـق الاشتعال واللي يستخدم لزيادة فعاليـة وسرعـة الاحتراق حتى يتولـد أكبر قدر ممكن من الطاقـة ( حقيقـة ) . صـرخ جون بأعلى صوته على ماك : جون : أرمـي التلفون بعيد عنــك .. بسرعـة . انتفض جسمـه من أثر الصرخة الشديدة عليه .. والتلفون ما زال يردد بقوة نغمة السلام الوطني للإمارات في يده .. ومن شدة ارتباكه سقط التلفون من يده على الأرض ، وخرطوم البترول على وشـك تعبئـة كامل الخزان الرابع حتى ان أبخـرة البترول الطيارة كانت نتشاف بوضوح وهي تتصاعد من خزان المولد . والغريب ان عيون ماك بهذا الوقت لمحـت وجود ملصـق على خزان بترول المولد يحذر بشدة من استخدام التلفون النقال أثناء تعبئة البترول !! رفـع التلفون بسرعة .. وحاول يرميــه بأي مكان بعيد .. لكن عيونه تفجرت من الذعر لمـا شافـت وهـج أحمـر ملتهب يسـري ويتحرك بشراهـة في خزان البترول ويمــتد بسرعة عجيبة عبر خرطوم البترول المتدفق اللي كان ماسك فيـه قبل لا يمــتد اللهب الحارق بسرعة خاطفـة لثيابه وجسمه ويتحول لكتلـة مشتعلة من اللهب . وكان للمفاجأة نصيب آخـر من حامل السلاح روبيرت اللي رمى بحركة لا شعورية السلاح من يده وركـض جهـة طفاية الحريق على أمـل انـه يتلاحق الحريق قبل لا تمتـد النار عبر الخرطوم الطويـل لخزان البترول الرئيسي وتنفجر السفينـه بمن فيها . وبسبب ارتباكه الشديد أتعثر بقطعه معدنية أمامـه .. لكنـه قام على طول وتناول طفاية الحريق وفتحها قفلها بسرعة وركض صوب المولد الكهربائي عشان يخمـد نيرانه . ومـع لحظـة وصوله لقرب المولد .. لاحظ أن المولد بدأ ينتفض بشدة وكأنه بينفجر بعد ما التهمـت النيران المستعرة كل خزانـه . استدار روبيرت للخلـف في خوف وذعر شديدين .. وحاول انه يهرب وينجو بروحه لأي مكان لكن المولد انفجر فعلا وطارت منه شظايا حارقـه اخترق بعضها جسمــه وحولته لجثـه هامـده . اما جون .. فكانت ردة فعله غريبـة .. فبدل من تفكيره بالهرب بعيد عن مكان الخطـر .. ركض جهـة آلتـه الضخمة وبدأ يحضنها ويصرخ بشكل هستيري غريب ويقول : جون : لااا .. حلم حياتـي .. مستحيل سنوات عمري اللي راحـت وانا أصنـع ها الآلـة تضيع بلحظات .. مستحيل .. مستحيل . استمر في حضن الآلــة وهـو يصيح بأعلى صوته والنيران تمتـد بكل وحشيـة صوبه وتنتقل بالتتابع بين المولدات المشتعلة ليما وصلت لآلــته وبدت تحرقها وتصهرها مـع جون الواقف بجنبها . أمـا عادل .. ومـن اللحظة الأولى اللي لمـح فيها النار تشتعل في الخزان ، استدار بسرعة للخـلف ومسك يـد زميله علي وهو يصرخ : عادل : أركض بسرعـة . ركضوا بكل قوتهم داخل قاعـة السفينة ليما اقتربوا لدريشه أو نافذة زجاجيـه صغيره تفصل جسم السفينة عن البحر . وقبل لا يوصلون للنافذة .. رفـع عادل بيده كرسي صغير كان موجود بالقرب منها ورماه بكل قوته عليها فانكسر زجاجهـا بعنف ثم صرخ : عادل : يا الله .. ارمي نفسك في البحـر . رمى علي نفسه في البحر ومن خلـفه عادل .. وبدوا يسبحون بكـل قوتهم و يبتعدون عن السفينـة الي بـدت أصوات الإنفجارات تتردد فيها بسبب انفجار المولدات وامتـداد النيران عبر خرطوم البترول ووصولها للخزان الرئيسي للسفينه واللي اهتزت بعد دقايق بانفجار عنيـف وتحولت لكتله مشتعلة من اللهب الحارق قبل لا تبدأ السفينة بالغرق تدريجيا ليما غابت نهائيا تحت مياه الخليج . توقـف الشابين عن السباحة وظلوا يشاهدون السفينة المشتعلة وهي تغرق ببطء وتختفي تحت مياه البحر .. ولحظتها قال عادل بشي من الأسى : عادل : كان فعلا عبقري .. لكن غروره وقسوة قلبه ضيعوا حياته . ارتفع صوته وهو يقول بغضب : علي : جهنم الحمراء تاخذه هـو واللي ياه .. هذا وأمثالـه ما لازم يعيشون دقيقه وحـده . هـز راسـه وهو يحرك يده ورجلـه تحت الماي ويقول : عادل : صدقت . تلفت حواليه في قلق مفاجىء وقال : علي : تعال .. وين مركبنــا ؟ .. ما أشوفه . تلفت عادل في جميع الاتجـاهات المحيطة فيـه وبدا يسبح باتجاه مشرق الشمس ويقول : عادل : على ما اعتقد .. مركبا موجود جهة الشرق .. بس أتمنى ما ابتعدنا كثير عنـه . قطعوا مسافات طويلـة في السباحة والبحر خالي تماما من السفــن ، واستمروا في السباحة لغاية مـا لمـح عادل من بعيـد نقطـة صغيره يطل من فوقها علم صغير فصاح : عادل : هذا مركبنا .. انا أعرفه من علم الدولة عليـه . تركزت عيون علي على النقطة البعيدة اللي أشار اليها عادل وقال بقلق واضح : علي : عادل .. أنا تعبــت وايد من السباحـة .. ولياقتي قربت تخلص .. والمركب بعيد عنا لكيلومتر على الأقل وأخاف لياقتي ما تساعدني أوصلـه . حاول انه يقوي عزيمة صديقه لما قال : عادل : شـد حيلك يا علي .. ما بقـى شي .. إن شاء الله نوصل المركب بالسلامـة. هـز راسـه وهـو يسبح خلـف عادل بتثاقـل وصعوبـة على أمل أن تسعفـه لياقاته للوصول للمركب . وقبل أكثر من ثلاثميـة متر من المركـب .. شعر علي بانقباض شديد بعضلاتـه لكنـة تحامل على نفسـه وقطـع أكثر من خمسين متر إضافيـة . و فجأه .. انهارت عضلاته وارتخـت يـده وكأنها انصابت بالشلل من فرط المجهود العنيف اللي بذلـه .. وحـس بجسـمـه يغـوص ببطء باتجاه قاع البحــر .. وبدون أي أمـل للنجاة .. **************** _____________________________________________ * حذرت شركات البترول من مخاطر استخدام الهواتف النقالة بالقرب من خراطيم تعبئة الوقود وهناك حوادث احتراق حصلت فعلا عندما استخدم الهاتف بالقرب من مكان التعبئـة لأن الهاتف يصدر طاقة كافيه لتوليد شرارة الإشتعـال . والصورة التالية هي صورة ملصـق موجود عند أغلب محطات توزيع الوقود في الدولة تحذر من استخدام الهاتف النقال فيها : انتبــه عادل لانقطـاع صوت صديقة خلفــه فالتفــت وراه بسرعة وما لقـى أي أثر لجسـد صديـقه على سطح ماي البحـر . أنصـعق بشدة وتـم يتلفت حواليه في ذعر شديد ثم غاص في البحر بكل قوتـه وظل يتلفـت ويستكشف ببصره أعماق البحر قبل لا يـقع بصره على جسـد صديقـه وهـو يهوي ببطء لقاع البحر . اندفـع بكـل سرعتـه جهـة جسـد علي ، وبذل مجهود عنيف ليما وصلــه .. ثم مســك كتـف صديقه الأيسـر وهـو يضرب برجله في الماي ويرتفــع تدريجيـا لغايـة ما ظهر مره ثانيه على سطح الماي . كانت عيون علي مغمضـه والماي يصب من فمــه وعادل يصرخ عليه ويقول : عادل : علي .. شو فيك .. رد علي .. انته تسمعني . ظلت عيون علي مغمضه قبل لا يفتحها وياخـذ نفس عميــق ويكح بشدة ويرجـع شي من الماي المالح من فمـه . واستمر صمتـه وأخذه للأنفاس السريعة لغاية ما تكلم بصعوبة وقال : علي : عادل .. عضلاتي كلها انهارت .. وما اقدر أحرك شي منها .. والظاهر انها ما تحملت ثقـل جسمي .. وانا لياقتي في الأساس مب قويـة . التفت عادل صوب المركب اللي مازال بعيد وقال : عادل : خلاص .. انا بسحبك معاي لين المركب . تركزت عيون علي في عيون صديقـه وقرأ فيها التعب الشديد من أثـر السباحه الطويلة وغوصته العنيفة في الماي في سبيل إنقاذه .. ولحظتها ..فتح فمـه وقال بكل بجديــة : علي : عادل .. شيـل يـدك من كتفي وروح بروحك المركب. فتح عيونه بذعـر وقال وهو يضرب بيده اليمنى وبرجله تحت الماي عشان يظل طافي عليها : عادل : انته شو تقول .. كيف تباني أروح واخليك تغرق ؟! جاوبه بكل حزم : علي : يا عادل .. واضح من شكلك إنـك تعبان وايد ولياقتك بالكاد توصلك للمركب .. والمسافة للمركب بعدها بعيده .. وجسمي وايـد ثقيل عليك .. يعني ما بتقدر تسحبني معاك أبدا .. لازم تروح بروحك عشان تنقذ نفسك . التقط أنفاسه بصعوبة واشتدت قبضة يده على كتف علي وهو يصرخ : عادل : انته شو تقول .؟! .. تباني أشـوف صديق عمري يغرق وما أنقــذه . حاول علي انـه يرفـع يـده علشان يخلص كتفه من قبضة يـد عادل ولما فشـل قال : علي : صدقنـي .. انا راضي بها الشي .. ولا تنسى اني كنــت بتقدمـك لرصاصات روبيرت لما كنا على سفينة جون يعني كنت على وشك الموت .. فانـته اعتبر هذا الشي صار فعلا . رد عليه والدموع تتولـد في عيونه : عادل : لما كنا في السفينة .. أنـا رضيت انك تتقدمني لأن مصلحـة البــلد كانت تتطلب ها الشي .. عشان ننقذها .. لكن الحيــنه .. مستحيل أشوفـك تموت بدون ما أمـد لك يـدي وأضحي بروحي عشان أنقـذك . نزلت دمعـة من عيونه وقال وهو يترجى صديقه بحرارة : علي : اذا تحبني يا عادل .. هـدني وروح .. قلبي راضي عليك كل الرضا في دنياي وآخرتي . التقط أنفاسه وقال والإنهاك ينخـر في عظامـه : عادل : عمرك سمعـت عـن إنســان يفلــت روحـه من يــده .. انته روحي يا علي .. كيف يتخـلى جسمـي عن روحـه .. قولي كيـف . طالعه بنظرة حانية وقال بلهجة توسل أليمه : علي : يا عادل .. لا تستهلك طاقتك أكثر.. روح .. الله يخليك .. هدني وروح . اختلطت دموعـه الغزيرة بماي البحـر وقال وهو يسترجع ذكريات قديمة : عادل : تذكر يا علي .. تذكر لما كنـا صغار.. تذكر لما كنـا نلعـب على رمـل البحر .. تذكر يوم كنـت تاخـذ حبـات من الرمـل وتحطـها في فمـك وانا أعصب عليك وأقولك : كيف أتحـط الرمـل الوسخ والمـر في فمـك ؟! ... تذكر شو كنت تقولي .. كنت تبتسم وتقولي بكل براءة وعفوية : أمي قالت لي : يا علي .. حبات رمـل بلادك أطهـر وأحلى شي في هذي الدنيـا لأنك ربيـت من خيرها وبتعيش طول عمرك في حضنها. صمــت لثواني ثم تابع بصوت مرتجف : عادل : اللي بغيت أقولـه .. انـك انته أول مـن علمنـي كيف أحـب وأعشـق هذا البـلد .. وتربيت من صغري على حبها معاك .. وحبي لك من حبي لها .. وما راح أتخلى عنك لحظة وحده لغاية ما أنقـذك أو أمـوت وياك . لمـح علي نظرات الإصرار الشديدة في عيون صديقـه ، وما لقـى ساعتها غير الصمــت وقلبه يحترق من كثر خوفه على صديقه . ومرت لحظات صمت قطعها عادل بقوله : عادل : اسمـعني زين .. أنـا بفـرش جسمـك وصدرك بالكامل على الماي وبرفع راسك فوق .. يعني بخلي جسمك على شكـل مستقيم فوق سطح الماي وانته أمسـك بطرف أصابعـك طرف قميصي من خلف ظهري .. وبهذي الطريقة راح نخفـف كثير من ثقـل وزنـك على الماي .. وانا بسبـح سباحه بطيئة يعني بخـلي يـدي ورجلي تحت الماي وانته بتكون فوق ظهري تقريبا .. واضح . هـز راسه بتفهم وعيونه تراقب عادل اللي مسكه بكل قوته ورفـع راسه وفرش جسمه على سطح الماي بحيث أصبح جسمـه على ظهـر عادل تقريبا وهـو ماسك بأصابعـه سترة أو قميص عادل من وراء .. وعادل منزل ومخفض رجوله تحت سطح الماي . انـدفـع عادل بكـل قوتـه وبـدا يسحب ويجـر وراء ظهـره صديـقه علي ، وبـدأ يقطع تدريجيا الأمتـار الطويلـة اللي تفصلـه عن المركـب . كان واضح أن مجهود عادل السخي في السباحة أضعـاف طاقـة جسمـه ولياقته الحقيقية ! .. وهذا اللي حيـر و فجـر الدهشـة في عيـون علي اللي اندهش من الطاقـة العجيبـة اللي تولـدت في جسـم صديـقه رغم تعبـه الشديد ورغم وزن علي الثقيـل خلـفه !. لكـن ..وبعـد لحظـة تفكير بسيطـة .. أدرك وفهـم سـر الطاقة والقوة اللي اشتعلت فجـأه في جسـد صديقـه عادل .. الطاقة والقوة الجديدة ما كانت غير طاقة وقوة العاطفــة .. قوة العاطفة تـدفقــت في جسد عادل بسبب رغبته الصادقـة في إنقـاذ روح صديــقه قبل إنقاذ روحـه .. ولأن أحساسيـة ومشاعره كلها موجهه للدفاع عن صديق عمره وحياته . أتذكـر علي كلام جون لما قال على السفينـة : ( مشكلتكم أنكم عاطفين .. والعاطفة ضعف .. والعقل هو مقياس القـوة الوحيد ). ولحظتها .. قال في نفســه : لو كان جون وأمثالـه حاضرين هذا المشهـد .. مشهد صديقه والطاقة تتوهـج في جسمـه .. لأيقـنوا وشهدوا أن للعاطفـة قـوة .. وأي قـوة .. قوة العاطفة هي القوة التي جعلها الله السبب في إنقاذه . وقوة العاطفة هي التي جعلــت أم ضعيـفة تصرع وتقتـل بيديها العاريتين أسـد متوحش لتنقــذ وتدافع عن طفلها الرضيـع ( حادثه حقيقـة ) شعـر علي وكأنـه طفـل رضيـع على ظهـر أمـه اللي تصارع أسـد متوحش على صورة بحـر عميق يحاول افتراســه وابتلاعـه في جوفـه. ولحظتها .. ازداد يقينـه بأن الله تعالى لـم يوجـد قوة العاطفـة في وجـدان كل إنسـان إلا كقـوة مكمـلة ومساعـدة لقـوة العقـل . ولحماية الإنسان في المواقف التي تعجز قوى العقل عن حمايتـه . وما خـلق وأوجـد الله شيئا في كيان الإنسـان من عـقل أو عاطفـة إلا لصالح حياتــه . اقتربوا من المركب أكثر وما ظل بينهم وبينه إلا أمتـار بسيطة ، ولما تأكـد علي من نجاتهم ابتسـم وهـو يمزح مع صديقه ويقول : علي : بـل بـل عليك يا عادل .. ها الكثـر عنـدك ليـاقـة . تنهـد بقوه ثم رد عليه : عادل : الله اكبر عليك يا علي .. قول ما شاء الله .. عن تحسـدني .. انته عينك مثل الفلفـل .. وايد حارة . اتسعت ابتسامته وقال : علي : ها المره بالذات ما اقدر أصيبك بعين .. لأني ساعتها بغرق وبفطس أنـا وياك .. بس صـدق .. لياقتك وايد ممتازة .. ورغم اني رياضي والعب في النادي لكن لياقتي ما توصل نص لياقتك . اقترب عادل أكثر من المركب لغايـة ما لمس السلم الحديدي الصغير عليه و قال : عادل : اللي يسمعك تقول رياضي ولاعب نادي يقول المدرب يلعبك كل مباراة .. والمدرب عمره ما لعبك أكثر من عشر دقايق بس .. انتـه لو تخـف مـن وزنك شوي وتبطل من شرب الشيشـة بتكون لياقتك أحسن عن جذيـه بوايد . ابتسم وهو يقول : علي : خلاص .. أوعدك إني اخـف وزني و أبطل الشيشـة نهائيا بعد هذي الرحلـة . خـزه بنظره حاده وقال : عادل : أشـك . صعـد عادل على درجات السلم وهـو يرفع ويسحـب معاه علي قبل لا يحطه وينومـه على ظهـر المركـب ، ويطيح هو بنفسـه على أرضية المركب وأنفاســه تتردد بشدة . ومـرت دقايـق طويلـة وهـم مستلقيـن على ظهر المركب ويسترجعون شي من أنفاسهـم وقوتهم الضايعـة ، ولمـا استرد عادل شي من نشاطـه قال : عادل : الحمدالله على السلامة . رد عليـه بصوت خافت : علي : الله يسلمـك .. البركـه فيـك . أبتسملـه قبل لا يتابع كلامه ويقول : علي : انا أموت واعرف .. كيف اشتعل خزان البترول لما رميت التلفون على ماك . جاوبه ببسـاطة : عادل : لأن التلفون النقال لما يستقبل مكالمة تنطلـق منه طاقة تكفي لتوليد شرارة اشتعال خصوصا لـو كان البترول مكشوف للهواء ومن النوع السريع الاشتعال وهذا اللي صار فعلا .. بس يا علـي .. أبغيـك تسامحني لأن رميــت تلفونك الجـديد واحترق في السفينـة . ابتسم وهو يقول بكل صدق : علي : فـدى الإمـارات مليـون تلفـون .. كـله من خيرها . تلفـت حواليــه وهو يقول : عادل : مـب جانـه تـأخرنا .. كم الساعه الحينـة . حـرك بصره جهـة ساعة المركب الصغيرة وقال : علي : الساعة الحينـة عدت الأربعــة ونـص . عقـد حواجبه في قلق وقال : عادل : صدق تأخرنا .. المشكلة اني مواعـد ولد عمي سالم الساعة خمس ونص العصر لأني كنت حاسب حسابي إني ارجع من رحلة الغوص الساعة ثلاث ونص .. وهذا معناه اني بتأخر عن موعـده . هـز كتوفـه وهو يقول ببساطه : علي : وليش ما تتصل فيـه وتخبره انك بتتأخر . نظر لـه باستغراب وقال : عادل : كيف اتصـل فيـه وانا ما يايـب تلفون معاي .. والتلفون اللي كان معاك تفحـم وصار رماد. ابتسم بخبث وهو يأشـر بعيونـه على واحـد من أدراج المركب : علي : افتح هذا الدرج وبتحصل تلفون ثاني . جلس عادل في مكانه وفتح الدرج بسرعه وطلع منه التلفون وهو يقول : عادل : انتـه يايب تلفونين معاك . هـز راسه وقال : علي : هيه نعم .. هالمرة بالذات وقبل لا نطلع البحر فكرت آخـذ معاي تلفونين وقلت لا سمح الله لو اخترب علينا التلفون أو طاح بالغلط في البحر بيكون عندنا تلفون احتياط .. وهذا اللي صار فعلا .. احترق عنا تلفون وتم التلفون الثاني . زادت ابتسامته وهو يضغط على أزرار التلفون ويقول : عادل : الله عليك يا علي .. قمت تفكـر بعد . ضحـك وهو يرد : علي : شو نسوي .. عاديتنـا .. انتقل لي فيروس التفكير من راسك . هـز عادل راسه وهو يطالع صديقه ويرفـع التلفون على إذنـه عشان يتصل لولـد عمـه سالم ويعلمـه بسبب تأخره عن الموعد . وفجـأة .. تغير لون وجه عادل .. وتحولت ابتسامــته لعبوس وانقباض شديد وهو يقول بقلق واضح : عادل : علي .. انته سمعت اللي سمعته . انتقـل القلق لعلي وهو يتلفت حواليه بدهشـه ويسترق السمع من جميع الجهات ، لكنـه ما سمع غير صمـت البحر فقال بكل دهشة وقلق : علي : ما سمعت الشي . رفع صوته وهو يأكد : عادل : انا متأكد اني سمعت نفس الصوت اللي سمعته لما كنت غايص في البحــر .. هو نفسـه .. صوت الأنين . فتـح فمـه في خوف ورعب وسأل : علي : انته متأكد انـك نفس صوت نفس ذاك الأنين في هذا الصمت .. صوت .. أنين الصمت . هـز راسه وهـو يأكد بكل إصرار : عادل : هيه .. نفس الصوت .. أنين الصمت . حـط يده على راسه وقال بخوف شديد : علي : وهذا شو معناه .. فيـه سفينـة ثانيــه غير سفينـة جون بتستخـدم السلاح نفسـه ! رفـع عادل التلفون بيده ولــوح فيـه بوجه علي وقال : عادل : هذا معناه .. انـك بتضحـي بتلفونك الثاني بعـد . أول ما نطق عادل بكلمتـه الأخـير شعـر علي بدوار وصداع شديد قبل لا يغمض عينه ويفقد الوعي نهائيا بسبب أثر المفاجأة على جسمه المتعب وأعصابه المنهكة . اقترب عادل منه وبدا يضرب بيـده على خدوده ويقول وهو مبتسم : عادل : قوم يا علي .. كنت أسـوي ويـاك سوالـف بس .. ما في شي .. أنا ما سمعت شي . مـا قـام علي من غفوتـه وظل غرقان في سبات وإغماءه عميقة .. ولحظتها .. ما لقـى عادل غير انـه يطلـع شرشـف او لحاف خفيف ويغطي جسـم علي المبتل ثم أتحرك جهـة مقصورة القيادة وشغل محرك المركب ودور المقود واتجــه بالمركب تجـاه جهـة يحلم بالذهاب إليها كل الناس .. الا وهي .. الإمارات .. اللـه يحــفظ الإمارات . النهــــــــــــــــــــــــايــة =============== =============== لمزيد من القصص تجدوها في موقع دنيا الألماس http://www.s12345.wapka.mobi/ ===============